الكائنات الدقيقة

التحلل

إن التحلل يحدث بسبب الفطريات التي تنمو في الخشب والتي تقوم بتفتيت اللبنات الرئيسية في الخشب: السليلوز، والهيميسيلولوز (الألياف)، والليغنين. ويتغير اللون والشكل وتتدهور قوته إلى حد كبير.

وتحتاج الفطريات المحللة للأخشاب إلى الوصول بحرية إلى المياه من أجل النمو، وهو ما يحدث إذا تجاوز المحتوى الرطوبي درجة تشبع الألياف - أي حوالي 30 في المئة. وبالإضافة إلى احتياج الفطريات إلى الماء والعناصر الغذائية والأكسجين، فإنها تحتاج أيضاً إلى درجة حرارة محيطية بين 0 درجة مئوية و40 درجة مئوية لكي تتمكن من النمو. وبما أنه ينبغي توافر كافة العوامل الأربعة، فإن خطر التحلل يختفي إذا تم إزالة أحد تلك العوامل. وعادة ما يكون عنصر الماء هو أكثر العناصر التي يمكن اتخاذ إجراء حيالها - على سبيل المثال من خلال اتخاذ إجراءات حماية أخشاب البناء، حيث يتم حماية الخشب ضد امتصاص الرطوبة على المدى الطويل. وبالنسبة للهياكل الخشبية التي لديها استعمالات تؤدي إلى عدم إمكانية اتخاذ تلك الإجراءات، على سبيل المثال الشرفات \ المدرجات، فإنه يمكن معالجة الخشب بطرق مختلفة. بطريقة يتم إزالة قدرة الفطر على الوصول إلى المواد الغذائية في الخشب. انظر الفصل حماية الخشب.

البقع الزرقاء

تنتج البقع الزرقاء عن الفطريات التي تنمو وتغير لون الخشب، مما يجعل من السهل اختراق الماء للخشب. إلا أن ذلك لا يؤثر على قوة الخشب. إن فطر البقع الزرقاء ينمو في ظروف الرطوبة ودرجة الحرارة التي تنمو فيها فطريات تحلل الأخشاب (0 - 40 درجة مئوية)، إلا أنها يمكن أيضاً أن تنمو في درجات حرارة أقل تصل إلى 3 درجة مئوية تحت الصفر. وفي درجات الحرارة المنخفضة تلك تكون فطريات البقع الزرقاء عديمة اللون، ولا يمكن رؤيتها بالعين المجردة.  ويظهر اللون عندما ترتفع درجة الحرارة إلى 8 - 10 درجات مئوية ويمكن أن تبقى لمدة أسبوع أو ما شابه ذلك. وتجدر الإشارة إلى أن الخشب العصاري من أخشاب أشجار الصنوبر هو الأكثر عرضة لهجمات فطر البقع الزرقاء، إلا أنه يتم أيضاً مهاجمة الخشب العصاري من أخشاب أشجار التنوب. قد تبدوا البقع الزرقاء من الوهلة الأولى كما لو أنها عفن، إلا أنه يمكن معرفته إذا كان الخشب أزرق اللون تحت السطح أيضاً. ويمكن فحص ذلك من خلال القيام بقطع جزء من الخشب بالسكين. يمكن أن تنمو فطريات البقع الزرقاء في كتل الخشب (الاصطباغ العصاري)، أو قطع الخشب الذي لم يتم تخزينه بشكل جيد (البقع الزرقاء في ساحة تخزين الأخشاب)، وفي موقع البناء إذا لم يكون الخشب محمياً من الرطوبة. ومن ثم فينبغي أن يتم تجنب البقع الزرقاء في ألواح التكسية الخارجية، على سبيل المثال، إلا أن وجودها في الخشب المغطى لا يُشكل أية مشكلة.

 

العفن

إن العفن هو فطر ينمو على سطح الخشب ويمكن أن يسبب تغير لون السطح. وتجدر الإشارة إلى أن تغير اللون الناتج عن جراثيم العفن يمكن عادةً أن يتم إزالته أو سحجه ولا يؤثر ذلك على قوة الخشب، إلا أنه قد يكون لها تأثيرات سلبية على صحة الإنسان. ولا يُعرف في الوقت الحالي  مدى تأثيرات العفن على صحة الإنسان، إلا أنه ينبغي تجنب العفن في الأماكن المغلقة في المباني والتي يقضي فيها الأشخاص وقتاً يمكن وصفه بأنه وقت غير قصير.

يحدث التعفن في الخشب الذي لا يتم تخزينه بشكل صحيح، على سبيل المثال إبقاءه دون حماية خلال هطول الأمطار لفترة طويلة، أو إذا تم استخدامه في الأبنية الداخلية دون إتاحة الإمكانية ليجف بسرعة.  وبما أن العفن ينمو فقط على الأسطح الخشبية، فإن الرطوبة النسبية أو المحتوى الرطوبي للسطح هو أحد العوامل الأساسية لتحديد إذا حدث النمو لفطر العفن.

وعلى عكس الفطريات المحللة للخشب وفطريات البقع الزرقاء، فإن فطر العفن ليس لديه متطلبات صارمة بشأن المكان الذي يحصل منه على العناصر الغذائية. ومن ثم فإن ظهور العفن على المواد غير العضوية وعلى الأسطح المتسخة ويكون أمراً شائعاً.

وتجدر الإشارة إلى أن العوامل التي تؤدي إلى تكوين ونمو العفن هي الرطوبة النسبية ودرجة حرارة الأجواء المحيطة وطول المدة التي تستمر خلالها تلك الظروف، كما هو موضح في الرسم البياني رقم 22. ولذا فمن الصعب ذكر الرطوبة النسبية فقط عندما يتعلق الأمر بمخاطر التعفن. ولكي يبدأ العفن في التكون فإنه يتطلب درجات حرارة منخفضة ومحتوى رطوبي عالي للأسطح ووقتاً طويلاً. وفي السويد تكون الرطوبة النسبية للهواء في الأماكن المفتوحة (في الهواء الطلق) مرتفعة عندما تكون درجة الحرارة منخفضة، وهذا ما يفسر إمكانية تخزين الأخشاب في الهواء الطلق دون مشاكل كبيرة عند حمايته من الأمطار ورطوبة الأرض.

ومن ناحية أخرى، فإن الرسم البياني رقم 22 يوضح أن أمطار فصل الصيف تنطوي على مخاطر مرتفعة جداً فيما يتعلق بنمو العفن، إذا لم يتم تجفيف الخشب بسرعة. ولا يمكن للعفن النمو في درجة حرارة فوق 55 درجة مئوية، وهذا ما يفسر  سبب عدم نمو العفن في أفران التجفيف، على الرغم من المحتوى الرطوبي المرتفع خلال المرحلة الأولى من عملية التجفيف.

وإذا كان سيتم استخدام الخشب في الأماكن المغلقة وقد تعرض لرطوبة، فينبغي أن يتم تجفيفه قبل الاستخدام لتجنب نمو العفن بعد أن يتم تركيب الخشب. ويُنصح بـأن يتم تجفيف الخشب باستخدام مروحة أعمال البناء أو مزيل للرطوبة، على سبيل المثال، وذلك حتى لا يكون المحتوى الرطوبي للسطح أكثر من 18 في المئة. وإذا ما تعرض الخشب للرطوبة لفترة طويلة، بحيث لا يكون السطح هو الجزء الرطب فقط، بل تكون الأجزاء الداخلية أيضاً من الخشب، فإنه ينبغي فحص المحتوى الرطوبي للخشب. وهذا لمنع خروج الرطوبة الداخلية إلى السطح بعد أن يتم تركيب الخشب و وتغطيته. ولا ينبغي أن يكون المحتوى الرطوبي للخشب أكثر من النسب المسموح بها المنصوص عليها في المحتوى الرطوبي المستهدف وهو نسبة 16 في المئة، على أن يكون الحد الأقصى للمحتوى الرطوبي للسطح 18 في المئة. إن سطح الخشب الذي سيتم طلاءه ينبغي أن يكون المحتوى الرطوبي للسطح فيه 16 في المئة عند الطلاء.