الغابات هي ما تستفيد

يمكن القول أن الغابة النامية هي مصنع أخضر حيث يتم استخدام الطاقة من الشمس كوقود في عملية تسمى التمثيل الضوئي. وتستفيد الغابات على حد سواء عندما تنمو وعندما يتم استخدامها. وتلعب منتجات الغابات والخشب دورا هاما عندما يتعلق الأمر بالحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وذلك لأن الخشب مادة تعيش وتنمو وتموت في وئام مع دورة الشمس الطبيعية. وهو ما يمكننا من إنتاج واستخدام وإعادة استخدام الخشب دون حدوث أية تأثيرات سلبية على البيئة. إن استخدام الأخشاب أمراً جيداً على الطليعة لدينا.

التمثيل الضوئي

لقد سمعت بالتأكيد عن عملية التمثيل الضوئي من قبل. ولكن كيف تعمل تلك العملية؟ فيما يلي معلومات قصيرة:

إن عملية التمثيل الضوئي أمراً هاماً لكل من يعيش في العالم. ولكي يسري الأمر بشكل جيد، ينبغي أن تتوافر مكونات في شكل ثاني أكسيد الكربون والماء وضوء الشمس ومادة أخرى تُسمى الكلوروفيل. يوجد الكلوروفيل في أوراق الشجر والإبر الورقيةو لأشجار الصنوبر والتنوب، وهي المادة التي تجعل النباتات خضراء.

وتتم عملية التمثيل الضوئي في أوراق الأشجار أو الأوراق الإبرية لأشجار التنوب. وخلال تلك العملية يقوم الكلوروفيل بامتصاص طاقة الشمس. ومن خلال الطاقة يتم تكوين الكربوهيدرات من الماي والهواء والعناصر الغذائية من التربة. وبعض من الكربوهيدرات تكون مسؤولة عن تقوية الشجرة. وباقي الكربوهيدرات يتم تخزينها في جذع الشجرة والفروع والجذر - حيث تنمو الشجرة. وتجدر الإشارة إلى أن ثاني أكسيد الكربون يتم تخزينه داخل الشجرة في شكل الكربون. وكلما زاد عدد الأشجار التي تنمو، كلما زاد الكربون الذي يتم تخزينه. وخلال عملية التمثيل الضوئي يتم أيضاً تحرير الأكسجين وهو مايحتاجه البشر والحيوانات ليتمكنوا من التنفس. وخلال عام تقوم شجرة البتولا متوسطة الحجم بإنتاج كمية من الأكسجين كافية لتنفس شخص واحد على مدار العام.

 

ويبقى الشجر على الكربون في داخله حتى بعد قطعه. ويبقى الكربون داخل كافة المنتجات الخشبية التي نستخدمها. ولذا فإن قطع الأشجار يعتبر خطوة هامة في دورة الحياة. وحين لا نقوم باستخدام الأخشاب وتركها لتمون وتتحلل فإنه يتم تحرير الكربون الموجود فيها في الهواء مرة أخرى في شكل ثاني أكسيد الكربون.

ما هو بالوعة الكربون؟

هو مكان يقوم باحتجاز الكربون وتمنعه من الامتزاج بالأكسجين والتحول إلى ثاني أكسد الكربون. وتعمل الغابات النامية والمنتجات الخشبية كبالوعة للكربون.

هل هناك فرق بين أنواع ثاني أكسيد الكربون؟

ثاني أكسيد الكربون الحيوي يتحرر عند تحلل الأشجار والنباتات أو عند حرق الأخشاب. وهو أحد أنواع ثاني أكسيد الكربون الموجودة بالفعل في دورة الكربون في الغلاف الجوي.

ثاني أكسيد الكربون الأحفوري يتحرر عندما يتم حرق النفط المخزن في القشرة الأرضية منذ ملايين السنين. وتضيف تلك العملية كميات جديدة من ثاني أكسيد الكربون، وهو السبب الرئيسي للتغيرات المناخية. فهو في الأساس الأمر الذي يحدد تأثير ثاني أكسيد الكربون على المناخ.

الغابات هي ما تستفيد

وكل ما تنتجه الغابات هو أمراً جيداً لنا وهو يكون بنفس درجة أهمية الغابات لنا. ومنها المنتجات الخشبية على سبيل المثال. حيث يستمر تخزين ثاني أكسيد الكربون في المنتجات الخشبية. ومن خلال بناء منزل خشبي فإنه يتم تقليل الآثار السلبية على البيئة خلال كافة أعوام تواجد المبنى في مكانه. والمباني الخشبية هي مباني معمرة. وفي السويد يمكن العثور على المنازل الخشبية التي تصل أعمارها لأكثر من 100 عام. وبالإضافة إلى ذلك فإن الخشب يُمكن أن يكون بديلاً للخرسانة والصلب ومواد أخرى ينبعث منها المثير من ثاني أكسيد الكربون أثناء عملية التصنيع.

وبعد أن يتم بناء المنزل الخشبي فإن الطاقة المخزنة من الشمس ومن عملية التمثيل الضوئي تبقى مخزنة في الخشب. ويمكن أن يتم استخدام الطاقة بعد ذلك على سبيل المثال للتدفئة أو توليد الطاقة من خلال حرق الخشب. وأول ما يرجع إلى دورة الحياة مرة أخرى هو ثاني أكسيد الكربون.

ومن خلال بناء منزل خشبي فإنه يتم تقليل الآثار السلبية على البيئة خلال كافة أعوام تواجد المبنى في مكانه.

وقبل أن يتم حرق الخشب فإنه يكون من المأمول أن يكون هناك الكثير من الأجزاء التي يمكن إعادة استخدامها بطريقة ما، بحيث يتم خلالها تأجيل الأثر البيئي لبعض الوقت. وكلما زادت مدة استخدام الخشب كلما زاد تأثير بالوعة الكربون. ولا يسري الأمر على المنازل الخشبية فقط، بل على كل ما هو مصنوع من الخشب. وخلال تلك الفترة يتم زراعة أشجار جديدة وهي ما تقوم بدورها من خلال امتصاص ثاني أكسيد الكربون أثناء نموها.

الغابات لن تنفذ ابداً

يعتقد البعض أن الغابات ستنفذ يوما ما. إلا أن هذا أمراً غير صحيحاً. وفي السويد يتم زراعة اثنين من الأشجار الجديدة على الأقل مقابل كل شجرة يتم حصادها. وأحيانا أكثر من ذلك. وقد تم إقرار قوانين إعادة زراعة الغابات في بداية القرن العشرين، وهو أول قانون سويدي لرعاية الغابات والحفاظ عليها.

وبالتالي فإن النمو في غاباتنا أكبر بكثير من الحصاد من أجل الحصول على الأخشاب، كما أن مخزونات الخشب تزداد باطراد. وبدأت الزيادة منذ عشرينات القرن العشرين، ولدينا الآن في السويد ضعف مساحة الغابات التي كانت متواجدة منذ 100 عام.

إن استخدامنا لغاباتنا أمر جيد من نواح كثير. ومن المناحي التي نرى فيها تأثيراً كبيراً هو عندما يتم استخدام المنتجات الخشبية بدلاً من بدائله ذات التأثيرات السلبية على البيئة. وفي السويد نعتبر مستخدمين أخشاب ممتازين، حيث أن نسب استخدام الأخشاب لكل فرد تصل إلى حوالي خمسة أضعاف كل شخص في باقي أنحجاء أوروبا.